أعتذر منك يا دكتوري الفاضل , يا خبير القانون وفطحل الحقوق , أعتذر منك لأنني أجلس أمامك مباشرة , لا يفصلني عنك إلا متراً أو يزيدُ بقليل , وأدنفُ بشغف على قلمي ودفتري , تظنني أدوّن كلامك , ولكنّي أدوّن كلامَ روحي وأنسج منه نصاً أدبيا !
محاضرة القانون المدني
30 ديسمبر 2009 , صبيحة الأربعاء
أتساءل عن الجنون الذي أمارسه الآن , ماذا لو سألني الدكتور أثناء الشرح , أسأنظر له ببلاهة وأقول : هاه !
ماذا لو قال لي اقرئي ما كتبتي ليتأكد من صحة تدويني !
هه
أشعر بالمتعة وأنا أثرثر مع نفسي على الورق , أتمنى إخراج الهاتف المحمول والكتابة في الـ face book إلا أنني أخشى من توبيخ الدكتور
* يتكلم الدكتور عن الحيازة , ويقول أن مجال الحيازة يقتصر على الأشياء المادية ولا يمتد للأشياء المعنوية , لأن الحائز لابد أن يمارس أعمالاً مادية ً تُظهره بمظهر المالك .
أممم , ماذا لو مارس الإنسان أعمالاً معنوية على أشياء معنوية , هل سنكون بصدد قيام حالة حيازة معنوية ؟
تلتمعُ في ذهني الفكرة , وأفكرّ بنظرية جديدة { نظرية الحيازة المعنوية } سأكتب عنها في رسالة الدكتوراه , وسأحدث نقلة غير مسبوقة , ولكن !
أين سأزج بها في نظامنا القانوني الجاف , ذاك الذي لا تنفذ بصيرته لما وراء الماديات , نظرُهُ حسير , كلما مَدّه رجع إليه خاسئا , ولو أعاد الكرّة ..
لذلك ربما سأضيفها في { قوانينك الخاصة } الجزء الثاني ^_^
* يضيف الدكتور : الحيازة قد ترد على العقارات كما أنها قد ترد على المنقولات , أعجبتني هذه المعلومة وسأسترقها لنظريتي – ولكن لا تخبروا أحدا -
سأقول :
- إن حاز الإنسان قلبَ إنسانِ آخر , فيكون بحكم من حاز عقاراً , لأن القلب جزء من الإنسان , أممم تعترضني هنا قاعدة { العقار الذي لا مالك له يكون ملكاً للدولة } بالتالي لا تنتقل ملكيته بالحيازة .
لا ضير لا ضير , سأحوّرها في نظريتي وسأقول { القلب الذي لا مالك له يكون ملكاً لصاحبه إلى أن يحين استلابه } .
وبالتالي , سيكون الاستلاب هو الشرط المفترض الذي يجعل من حيازة القلب سبباً لنقل ملكيته
- نعود لحيازة المنقولات , وسنكيّفها على أساس حيازة المشاعر – لأن المشاعر تنتقل , تنتقل بسهولة خصوصا في أيامنا هذه !-
أمممم , أفكر بإلغاء هذا النوع من الحيازة في نظريتي المرتقبة , أو ربما سأجيزها ولكن دون أن أجعلها سبباً من أسباب كسب الملكية , سأجعلها تبيح فقط حق الانتفاع , دون ملكية الرقبة .
بشرط : أن يعيدها الحائز إلى مالكها كما كانت بعد انتهاء فترة الانتفاع .
وعلّة المشرّع في ذلك , أن انتقال ملكية القلب بالحيازة تؤدي لاستقرار العلاقات في المجتمع , وإن تنازل الحائز عن حيازته ,أو أهمل القلب الذي تحت يده , سيكون فعله ذالك قرينة قانونية لا تقبل اثبات العكس مفادها أنه عديم التمييز أو معتوه , وبالتالي لا تثور مسؤوليته القانونية ولا يمكن مساءلته .
أما حائز المشاعر وإن حازها زمناً طويلا , فإنه لن يتمكن من امتلاكها في ظل بقاء القلب على ملكية صاحبه أو حائزه .
واستند المشرّع في ذلك على الموشّحة التي تغنت فيها فيروز { لو كان قلبي معي ما اخترت غيركمُ , ولا رضيتُ سواكم في الهوى بدلا , لكنه راغبٌ فيمن يعذبه , وليس يقبلُ لا لوماً ولا عذلا }
بعد أن انتهيت ابتسمت في وجه الدكتور , وقلتُ لنفسي :
يالكِ من فقيهةٍ قانونيةٍ فذّة ^_^
وختاماً , دعكم من الفهم إن لم تفهموا , ودعكم من التفسير إن احترتم , إنها مجرّد شطحة !