الأربعاء، ١٢ مايو ٢٠١٠

أمي التي أصبحت خمساً !

كملاكٍ يعترش كرسيه , تجلس على الأريكة في صالةِ منزلنا , تحيطُ بها أربعُ نساءٍ صغيراتٍ يُشبهنها , أخذت كلُ واحدةٍ منهن جزءًا منها وبضعاً من ملامحها .
أتأملُ منظرَها محاطةً ببناتها الأربع , أولائي اللاتي ماكُنّ شيئاً يُذكرُ في حياتها , ولا أوحى لها الله بأنهن سيخرجن من أحشائها يوما .
أتأملُ منظرها وقد أصبحت خمسُ نساءٍ بعدما كانت امرأةً واحدة !
بل بعدما كانت في مامضى طفلةً تلحقها ظفيرةٌ طويلة كلما جرت مع أقرانها تلعبُ وتلهو ..
ابتسم لفرط دهشتي من هذا الموضوع , قد يراهُ الكلُ أمراً طبيعيا , بينما يوقفني حائرةً أمام عظمة أن تصبح المرأةُ أماً , أن تصبحَ أُناسٌ كُثر بعدما كانت شخصاً واحدا !
ترى بطنها الذي طالما حرصت أن يكون مشدودا جميلا , يكبر أمامها ويمتلئُ بروحها ودمائها , تتخلّق بداخلهِ نفسٌ جديدة , تشاركها نومها وطعامها وحياتها , تتخلّقُ فيها , لتنفصل عنها ..
ولكن , أتراها تُدرك بأنها ستنفصل حقاً ؟
بأنها لن تعد جزءًا منها , ولو مضت على انفصالها عنها سنواتٌ طوال ؟
أنا , أنا فعلا لا أدرك بأنني قد انفصلت عن هذه التي تجلس أمامي , لا أدرك بأنني لم أعد جزءًا منها ..
: )