الأربعاء، ٢٨ نوفمبر ٢٠٠٧

الموت في قاموسنا عرسٌ .!



من هنا مرَّ أبي ,
مرَّ أخي
ومرَّ أيضًا جدي
أصبحت أمي أرملة
وجدتي , ثكلى مُرَمّلة
وأختي ترثي فُقدان العائلة !

من هُنا بدأت القضية
أصبحت قضيتنا مُهملة
ملفاتُ النقاشِ تدور دائرةً مُغلقة
والحلولُ دومًا مُقفلة

وطني المُغتالُ عُذرًا
فقد ألقوْكَ في المزبلة !
ما عُدت تمثلُ القضية
بل كارثة , عبءٌ ومِعضلة


مُقدسٌ أنت في كُتب التاريخ
في دياناتِ السماء
وفي النفوس المُبَجِّلة !

فِداكَ يا قُدسُ روحي
فداك الدماءُ والمالُ والأهلُ
فداكَ يا قدسُ كلَ الحياة
ومالحياةُ دونكَ إلا أمانياتٌ زائلة

فداكَ نزيّنُ كلَ المعاني
ونقوّمُ الموازينَ المائلة
.
.

فالموت في قاموسنا عُرسٌ
يُزفُ إليهِ آلافَ الشُهداء
على أصواتِ المدافع , طلقات الرصاص
وعلى البُسط المُلطخة الحمراء !

الموتُ في قاموسنا فخرٌ
يَتسابقُ إليهِ الشُرفاء
لينفجر العدوُ غيظًا
وليلتمَ العالمُ أجمع , حول موائدِ الدماء
خلف الشاشاتِ يتجرعونها صامتين
بكؤوسٍ من الذُل
فلكهم جُبناء

الموتُ في قاموسنا عُرفٌ
منذ القدم , يتوارثهُ الأبناء
عادةٌ أصيلة , تقاليدها راسخة
قِيَمٌ لا يَطالُها الفـَناء

الموتٌ في قاموسنا فـَرضٌ
عينٌ على كلِ مُجاهد
لا يجوزُ فيه الكِفاء
حتى تتحرر رمالُ الوطن
وترتوي شَهدًا من نزف الأعداء
.
.
لكل من حضر مؤتمرأنابوليس وفرح وصفق لعقده
ملاحظة :
مازال الحوار مفتوح في الموضوع السابق , وسأعود للرد على آرائكم ومناقشتها هناك , ولكن أردت أن أضع الخاطرة لمزامنتها للمناسبة

الأربعاء، ٢١ نوفمبر ٢٠٠٧

مباح شرعًا ,, ممنوع عرفــًا

إعلان *
قد تم وضع موضوع الجولة الأولى في مدونة قوارير على أجنحة الجمال
المشتركة بيني وبين واسعة الآفاق ولويالتي
اضغط ادناه لتقم بزيارة الموضوع
.

حديثي اليوم مختلف بعض الشيء , حيث سأتكلم عن موضوع دائمًا ما كان يراودني ويطرق فكري , بل هو واقعٌ أعايشه وأراه دمعةً حائرة قد اغروّرقت بها أعين بنات جنسي ..

موضوع يمس المرأة المتعلمة والتي امتثلت لقول رسولنا عليه أفضل الصلاة والسلام حين قال ( طلب العلم فريضة على كل مسلم )
المرأة المثقفة التي رفعت قول رسولنا صلى الله عليه وسلم حين قال ( الحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها فهو أحق الناس بها ) شعارًا لحياتها
المرأة التي لا يفتأ لسانها عن ترديد الآية الخالدة ( وقل ربي زدني علما )
المرأة الحاملة لهم دينها وأمتها والتي طمعت بقول رسولنا الكريم ( لأن يهدي الله بك رجلاً واحدًا خيرٌ لك من حمر النعم )
المرأة المتطلعة لأعلى المراتب والدرجات مصداقًا لقول الله عز وجل ( ويرفع الله الذين آمنوا منكم والذين وأوتوا العلم درجات )
المرأة الراغبة بترك الأثر كي لا تكون ممن قيل فيهم ( إن لم تزد شيء على الدنيا كنت زائدًا عليها )
المرأة التي أيقنت بأن المجتمع يستحيل أن ينهض ويقفز على رجلٍ واحدة , بل لا بد من ساقيّن قوييّن يتعاونان على حمله وذلك وفقًا لقول رسولنا صلى الله عليه وسلم ( إنما النساء شقائق الرجال )
المرأة التي تحمل في قلبها لوعة ً على حال أمتها وتردي أحوالِ مجتمعها , وتتألم لما ترى عليه شباب وشابات المسلمين اليوم , وترى على عاتقها مسؤولية ً كبيرة اتجاههم


!المرأة التي حُرمت ذلك كله اليوم


ففي ظل الشريعة الإسلامية السمحاء , والتي حثت أتباعها من النساء والرجال دونما تفريق على العمل والاجتهاد وطلب العلم والمساهمة بنشر الدعوة وحمل هم الأمة , نجد أصواتًا عوراء تنعق بتحريم ذلك على النساء , وتدعوا لمكوثهن ببيوتهن وإلغائهن لعقولهن , وصرفهن عن التأثير بالمجتمع والأمة , وقصر أدوارهن داخل أسوار المنزل حيث الطبخ وتربية الأبناء ومتابعة أحدث خطوط الموضة وتنظيف المنزل ومشاهدة التلفاز !

تلك الأصوات التي ترى تعليم المرأة أمرًا كماليّ فيكفيها أن تعرف القراءة والكتابة وشيء يسير من مبادئ العلوم , أو أن لا تعرف شيءً منه أحسن !!
والتي ترى المرأة مخلوق ضعيف , بعقلٍ ناقص لا يستوعب الحياة ولا يفهمها , ولا يساهم بدفع عجلة التنمية والإصلاح متناسيًا بأن هناك من النساء من فاقت الرجال عقلاً وحكمة ً ونباغة , وأحدثت التغيير الكبير في زمانها .
إنها أصواتٌ ليست من الإسلام بشيء , بل هي صدً لما كانت يُمارس ضد المرأة بالجاهلية , حيث كانت تباعُ وتشترى , وتوئد حيةً وتوّرث كمتاع البيت , إلى أن سطعت شمس الإسلام بدعوة محمد وبددت تلك الظلمة التي سلبت البصر من النساء زمنًا طويلا ..

فها هي المرأة بصحبة الرسول عليه الصلاة والسلام تاجرة ذات أموالٍ وأعمال كما كانت خديجة رضي الله عنها
وها هي المرأة أديبة شاعرة ملأت أبياتها الآفاق كالخنساء رضي الله عنها
وها هي المرأة بليغةٌ فصيحة , عالمةُ فقيهة , محدثةٌ لأحاديث الرسول على الله عليه وسلم ومُعلمة ً للرجال قبل النساء كما هو حال أمنا عائشة
وها هي المرأة مستشارة في أمور الدين والدنيا , ومُدليّة بأحكم الآراء والنصائح كما كانت أمنا أم سلمة في صلح الحديبية
وها هي المرأة مُجاهدة مقاتلة بجانب صفوف الرجال في المعارك , تبارز الموت وتسحقه , وتحمل في ضلعها قلبًا من حديد كما كانت خولة بنت الأزور
وهاهي المرأة مُطببة ومعالجة لجروح المصابين من المجاهدين كما هي رفيدة الأنصارية
وها هي المرأة تفد على الرسول عليه الصلاة والسلام وتسأله عما يشكل عليها من أمور الدين والحياة كما كُنّ نساء الأنصار
وها هي المرأة تقف مصليةً في صفوف المسلمين كما كانت عاتكة بنت زيد المولعة بالمسجد
وهاهي المرأة تقف بين يدي رسول الله فتجادله بزوجها , فينزل القرآن من فوق سبع سماوات ليخلد لنا قصتها , وهي خولة بنت ثعلبه
وها هي المرأة جزءٌ لا يتجزأ من خطة الهجرة إلى المدينة , تحمل الطعام وتلفه بنطاقيها لتقطع به الصحراء وتوصله لنبيها وأبيها
وها هي أم شريك تدعو الى الإسلام وتنشر رسالتها فحق لها أن تكون أول إعلامية مسلمة


هكذا المرأة في رحاب رسول الله , عزيزة ً مكرمة , عالمة ً مُتعلمة , مجاهدة ً مقاتلة , شاعرة ً معبرة , مؤثرة ً في الحياة الاجتماعية , غير منطوية ً على نفسها ومُنغلقة ً على عالمها النسويّ

واستمر الحال كذلك في ظل من جاء بعده من الخلفاء ..

فهاهي المرآة تقاطع عمر بن الخطاب رضي الله عنه أمير المؤمنين في خطبته أمام كل الناس الرجال منهم والنساء , وتعترض على تخفيضه للمهور وتجادله في ذلك وتقيم عليه الحجة

وها هي المرأة تساند زوجها الخليفة في أمور الحكم وتعينه عليها كما كانت أم البنين زوجة الخليفة الأموي الوليد , ولها موقفٌ مشهور مع الحجاج بن يوسف الثقفي

وها هي المرأة تحفر مجرًا للمياه يسقي الحجيج على مدى قرون , كما فعلت زبيدة زوجة هارون الرشيد

وغيرهن كثير, ولكنني أكتفي بذلك , مؤكدةً على حقيقةٍ لمستها في سيّر النساء الأعلام ممن اعتنقن دين الله الإسلام , فكلهن كانت تجمع بينهن صفات مشتركة أهمُّا العلم والحكمة والفصاحة والشعر .
وكنت أتساءل دومًا , هل أصبحن عالمات بعد التحاقهن بكلية مخصصة للنساء ؟ أم بعد اعتكافهن بمنازلهن على دراسة ومطالعة المصنفات والكتب الفقهية والعلمية والمتعلقة بتفسير القرآن وجمع الحديث وغيرها – علمًا بأنها لم تكن متاحة بذلك الوقت ولم تُكتب حتى –
أم أنهم أصبحن عالمات ومُعلمات بعد قضائهن لساعات طويلة خلف أجهزتهن المحمولة وبحثهن عن المعلومات والكتب الموضوعة في الانترنت !!

بالتأكيد لم يكن ذلك ليحدث , بل كان السبيل الوحيد لطلب العلم والتفقه بالدين هو حضور مجالس العلم والاستماع للعلماء ومناقشتهم ومحاورتهم وتبادل العلم والآراء معهم .

.
.

تلك الأمثلة الكثيرة والتي يعج بها تاريخنا الإسلامي ليست إلا دليلاً على تكريم المرأة وبيانًا لأهمية دورها الكبير في المجتمع ومساهمتها برفع قواعده , فلماذا نجد اليوم من يدعي بأن الإسلام أمر بتقييد المرأة وتحجيم دورها !؟

ففي ظل مجتمعٍ تلفه الشهوات من كل جانب , وتتخطفه المغريات من كل صوب , وتهوي بأبنائه إلى وادٍ سحيق , نجد بأنه قد آن الأوان للجهاد ولوقوف المرأة بجانب الرجل في الميدان , الجهاد اليوم ليس بحمل السيوف ولبس الدروع وامتطاء صهوة الجياد , بل بالعلم والمعرفة والفكر المعتدل المستقيم , بأن نصدح بالدعوة وندعو لها من على كل منبر , بأن تكتب أقلامنا الحق , وتدعو أفواهنا للخير , وتومئ تصرفاتنا وأفعالنا بالقدوة الحسنة , وذلك كله لا يقتصر على المجتمع الرجوليّ , بل لا بد من وجود المرأة والتي هي نصف المجتمع والمنجبة المربية لنصفه الآخر !

المرأة اليوم وللأسف الشديد قد انخرطت وراء التفاهات , من موضةٍ وغناء وأفلامٍ وإعلامٍ هدّام , وانشغلت بسفاسف الأمور كإقامة الحفلات وإحياء كل المناسبات والقيل والقال , فضاع المجتمع ومالت أركانه وهاهي تكاد أن تسقط .
لذلك كله , كان لابد من وجود شقائقٍ للرجال يُعَنَّ أخواتهم ويأخذن بأيديهن إلى شاطآن النجاة , يحملن لواء التغيير وفكر النهضة وكتاب الله والغيّرة على أخلاق المجتمع والألم على أحواله , نساءٌ يتركن الأثر ويسعيّن للإصلاح .
والحمد لله هُن كثيرات وموجودات ولكن .. – أكتبها بألم شديد - !!
المرأة الحريصة على دينها وعلمها وفكرها ودعوتها تُحارب من قبل البعض باسم العادات والتقاليد والأعراف السائدة , فهم ينظرون للمرأة على أنها عوّرة , صوتها عوّرة , قلمها عوّرة , فكرها عوّرة , أسمها عوّرة , وحتى عباءتها عوّرة لا يجوز إظهارها أمام الرجال !

وهذه العورات المفتعلة ليس لها أساس في دينها , حيث تبين لنا في الأمثلة السابقة بأن المرأة حاورت الرسول عليه الصلاة والسلام , واحتجت بفكرها على عمر رضي الله عنه , وخـُلد أسمها في التاريخ وعرفه من عاش في زمنها ومن جاء بعدها , وخرجت للجهاد والعلم والصلاة والسوق وغيرها من الأماكن .

لا أدري من أين أتوا بهذه المفاهيم المغلوطة , والتشديد الذي يدفع المرأة للانفجار والمطالبة بالتحرر والانطلاق والتشبه بالغربيات , فليتهم يعقلون بأن ممارسة تعاليم الإسلام أنفع لهم ولسنائهم .

يؤلمني كثيرًا أن أجد كفاءات نسائية وخصوصًا الشبابية منها , تحمل فكرًا نيّرا وقلمًا مبدعًا , ولسانًا منطلقًا بالدعوة لله , يُمنعّن من المساهمة بالتأثير على المجتمع , وإبداء الرأي فيه ونشر الفكر , بحجة أن عاداتنا وتقاليدنا تنص على أن المرأة جزء من المنزل , وأن أي ظهور لها في المجتمع يُعد انتهاكًا للأعراف والدساتير الاجتماعية , فينظر لها الناس على أنها امرأة متحررة ومُخالطة للرجال , وفاقدة للحياء والإيمان !

فكم حُرمنا من نساء كُن يستطعن التأثر على مئات الناس , وإنتاج المؤلفات الفكرية , ونشر المقالات المفيدة بسبب ذلك المنع لهن من قبل آبائهن أو أزواجهن أو أخوانهن !
فهم يظنون بأن معرفة الناس لوجود امرأة مثقفة فاعلة في المجتمع في عائلتهن يعتبر عارًا ومسبة ً لهم , وليس فخرًا وإعلاءً لشئنهم , بأي عقلٍ هم يفكرون !؟
هل زادت فاطمة البتول أبيها إلا فخرًا ؟ وهل زادت عائشُ أبيها إلا عزا ؟ وهل زادت الخنساءُ العربَ إلا شرفا ؟
هل ضرّهن خلود أسمائهن ؟ وهل أنقص ذلك شيئًا من قـَدّرهِن ؟ وهل استعر أزواجهن وإخوانهن من معرفة الناس لعلمهن وورعهن وشعرهن ؟
ولا أدري لماذا يمنع الأب إبنته من حضور مجالس العلم أو الدورات النافعة , أو المحاضرات الجماهيرية الدينية والاجتماعية وغيرها , ولا يمنعها من الذهاب للاسواق والسينما !
ولا أدري لماذا يمنع الزوج زوجته من نشر الفكر , والمساهمة بتنظيم الأعمال التي تخدم المجتمع كالمؤتمرات والدورات وغيرها , ولا يمنعها من قضاء الساعات الطوال في الحفلات والزيارات !

.
.

أنا هنا لا أطالب بأن تتحرر المرأة المسلمة فتصبح كالمرأة الغربية , ولا أطالب بأن تترك المرأة منزلها وزوجها وأبنائها بحجة الدعوة والمجتمع , ولا أطالب بأن تنسلخ المرأة من ردائها الإسلامي وعفتها سترها , ولا أطالب بأن تشتغل بالمهن الرخيصة كالغناء والإعلان وغيرها , ولا أطالب أن تتحول إلى سلعة مادية متاحة للجميع , ولا أطالب بأن تقتحم مجالس الرجال فتجالسهم وتتمادى في تعاملها معهم بحجة الزمالة والمشاركة بحمل هم الدعوة .

إنما أطالب بأن يُسفح المجال أمام المرأة الراغبة بالتأثير ونشر الفكر , وأن تُساند من قبل ذويها , وأن يحترم المجتمع تضحياتها وعطائها ويقدره لها , فلا يتطاول عليها السفهاء ولا يتعرض لها الذي رغبوا بأن يعيشوا على هامش الحياة , وأن لا ينال منها التاهفون , بل عليهم أن يقدروا ما تقوم به من أجل الله ومن أجل الإسلام , ومن أجل المجتمع والأمة , فهي تخلت عن الملهيات والمغريات , واستبدلت بهم العلم والدعوة : )


ولا أطالب كذلك كل النساء بأن يخرجوا لطلب العلم , وأن يتمردوا على أهلهم بحجة أنني أريد أن أكون فاعلة بالمجتمع , فتضيع الأسر وتنفرط حبات عقدها , فلا بد من وجود أمهات مربيات يتفرّغ لتربية الأبناء والاهتمام بالأسرة , ونحن نقدر ما يقمن به من عملٍ عظيم وجهادٍ في المنزل : ) بل ونشجع السواد الأعظم على ذلك ,,

أما من تريد أن تخرج من إطار الأسرة ويمتد دورها للمجتمع فلا بد عليها تلتزم بهذه الضوابط :

- أن تحرص على تثقيف نفسها وخصوصا في أولويات الدين وخطوطه الحمراء التي لا يجوز تخطيها , وفي المجالات الفكرية المهمة الأخرى , فليس من المعقول أن تساهم من لا تملك حصيلة ولو قليلة من العلم بخدمة المجتمع .

- أن تخصص جل وقتها لأسرتها وأبناءها وأهلها , ولا تهمل تربيتهم فإصلاح أسرتها أولى من إصلاح المجتمع , يجب أن تعي بأن صلاح المجتمع يبدأ بصلاح النفس أولاً وصلاح الأسرة ثانيًا , فالمرأة التي لا تستطيع التوفيق بين الدعوة والمنزل وتربية الأبناء لا نريد لها أن تساهم خارج أسوار المنزل , فمنزلها أولى بها , وأما من تستطيع التوفيق بين هاذا وذاك فندعو لها بأن يوفقها الله في كافة الميادين

- أن تعرف بأن الأولى لها أن تكسب العلم والمعرفة في الأماكن المخصصة للنساء إن كانت متاحة , وإن لم تكن متاحة فلا ضيّر من حضور الأماكن المشتركة , ولكن مع تمسكها بالأخلاق الإسلامية فلا تعلي الصوت ولا تكثر الضحك ولا تتبرج بزينة ولا تثير الفتنة


- أن لا تقتحم مجالات الرجال , فلا تقول بأنني أود إصلاح الأمور العسكرية وتقلد المناصب العليا في الجيش , أو أنني أريد إلقاء خطبة الجمعة وإمامة المصلين ! فيجب أن تعرف حدودها والمجالات المتاحة لها فقط .


وأما المرأة التي تعاني من قيود أسرية شديدة , وهي تمتلك علم كثير ورغبة بنشر الفكر والدعوة , تستطيع أن تعمل في حدود الأطر المتاحة لها , كأن تنشر المقالات في المجلات النسائية , أو تكتب بالمنتديات والمدونات باسمٍ مستعار , بشرط أن تتقيد بالضوابط وتنشر الفكر السليم وتكتب الكلام المفيد , ولا تتخطى حدود الأدب , ولا تتعرض للمسائل الشخصية التي لا فائدة من طرحها على العامة .
ولعل المجال في الانترنت اليوم مفتوح على مصراعيه للدعوة ونشر الفكر المعتدل والتأثير بالناس .

نقطة شديدة الوضوح :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم , الناس كإبل المئة لا تكاد تجد فيها راحلة .
والراحلة هي التي تصبر على السفر الطويل والعناء الكبير , فنسبة وجود الرواحل في البشر 1%

لذلك أأكد مرة أخرى بأنني لا أطالب كل النساء بأن يصبحن مؤثرات وفاعلات في المجتمع , ولا أطالب كل الرجال كذلك , فلابد من وجود جماهير تصفق عند مرور الأبطال – مثل روسي –


وبالختام أود ذكر بعض الأمثلة لنساء مسلمات مؤثرات وفاعلات في مجتمعاتهن , أدعو الفتيات للأقتداء بهن بدلا من الإقتداء بالمغنيات والممثلات :

الأستاذة الفاضلة بثينة الأبراهيم مديرة ومؤسسة مركز مرتقى للتدريب القيادي للفتيات , ومقدمة برنامج معًا نرتقي وبرنامج يا رب , وأدارت العديد من المؤتمرات الجماهيرية الضخمة في الكويت , فهي اتخذت من المجتمعات الشبابية و النسائية ميدانًا للتأثير , ومن التلفاز منبرًا للدعوة .

الأستاذة الفاضلة نسيبة المطوع والعالمة ذات النتاج الفكري الكبير من كتب ومؤلفات والتي لها برامج تلفزيونية كذلك وتدير مدرسة الرؤية وحضانة عالمي الممتع , فهي قد شغلت عدة ثكنات دعوية في آنٍ واحد

الأستاذة الفاضلة حياة الياقوت صاحبة موقع ناشري كأول دار نشر عربية إلكترونية وصاحبة كتاب من ذا الذي قدد البيان , وهي باحثة بأمورٍ عدة وكاتبة للمقالات في أكثر من مطبوعة , ولها اسهامات في المجتمع كتنظيم وإدارة منتقى الأوج للفنون

الأستاذة فاطمة التمار والتي أنشئت منظومة سبائك للفتيات وأقامت العميم من المخيمات والمحاضرات الدينية , ولها كذلك برنامجًا تلفزيونيًا بعنوان سبائك , تفسر فيه القرآن بطريقة رائعة وسريعة الدخول لقلوب المشاهدين

الأستاذة الفاضلة أميمة العيسى صاحبة القلم المؤثر على الفتيات والمحبة التي لطالما نزفت بهمومهن ورسمت أفراحهن , ولقد أتاحت للفتيات فرصة رائعة بتحرير وإدارة مجلة خاصة لهن – مجلة تحت العشرين - , ولها كذلك العديد من الأسهامات في المجتمع ..

النماذج كثيرة , ولله الحمد فدولتنا الكويت والدول الخليجية المجاورة أيضًا تعج بالشخصيات النسائية التي لا ينكر أحدًا دورها في المجتمع ومدى التأثير التي قامت به على فئاته كلها من أطفال وشباب وكبار .


.
.

إن الجبهات كثيرة , وبحاجة لمن يقف فيها ويسدها حاملاً سلاحه ومدافعًا عن قيمنا ومجتمعنا وإسلامنا ..

من تجد نفسها في الكتابة فلتطق لقلمها العنان ولتقف بوجه الكم الهائل من المقالات والكتب والمجلات الهابطة التي تنتشر بين أفراد مجتمعنا

ومن تجد نفسها في الأعلام فلتعد البرامج النافعة ولتقدم الفقرات المفيدة بلباسٍ محتشم ووجهٍ صافٍ لا تعكره الألوان
والأصباغ , وبصوتٍ متزن لا ميوعة فيه ولا غنج
ومن تجد نفسها بالأدب فلتنضم لنا روائع القصيد ولتنثر لنا الزهور على الورق

ومن تجد نفسها في العلم فلتنهل من منابعه الصافية , ولتحرص على تطوير نفسها ولتنتج لنا بعد ذلك المؤلفات العلمية ولتقف شامخةً مُعلمةً ومربية ً للأجيال

ومن تجد نفسها أمًا حنونًا راغبةً بتخريج جيلٍ يساهم بنهضة الأمة فلتمكث في بيتها ولتحسن تربية أبناءها ولتحثهم دومًا على العلم

ومن تجد نفسها في الدعوة فلتصدح بها من على كل منبر

ومن تجد نفسها في المجال الإلكتروني فلتفتح المواقع الدعوية والفكرية والعلمية والثقافية , ولتدير فيها النقاشات الراقية حول القضايا المهمة

.
.

همسة للذين لا يؤمنون بدور المرأة وأهمية نزولها للميدان :

العالم اليوم أصبح مفتوحًا على مصراعيه , والإعلام يروّج لكل شيء , وللأسف الفاسد يغلب ويطغى ..
والإسلام يواجه حربًا شعواء , وزحفًا مخيف للقيّم الفاسدة
والمرأة قد شوّهت صورتها , واستغلت أبشع استغلال , وحوّلت لسلعة ولمخلوقٍ ماديّ
وهذا ما تشاهده فتياتكم وبناتكم وزوجاتكم , وهذا ما يعتقدنه
فإن أنتم منعتموهن من العلم والفكر والدعوة , ستتأكد لهن هذه المفاهيم
بل إن ساهمتم بتعزيز فكرة المرأة للمنزل فقط , فلن تجد بناتكم قدوات لهن يحذين حذوهن
ولن تجدوا من تنصح أبائكم , ومن تعمل لخدمة مجتمعكم , ومن تساهم بنهضة أمتكم

فلا تسيئوا لهذه المنارات التي تنير الطريق المظلم , بل قدروا الدور الذي يقمن به , وشجعوا بناتكم وأخواتكم على المضي في هذا الطريق .
: )
باب النقاش مفتوح للجميع , دون الطعن بأحد ودون التقليل من شأن نساء الأمة

الأحد، ١١ نوفمبر ٢٠٠٧

نــوافذ عــلى الفكر والأدب ..



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ومازالت المواضيع تزدحم في فكري , ومازال الوقت يضيق فلا يتسع للكتابة !
لذلك مازلت أنا أتخيّر لكم من الأرشيف , واليوم أضع بين أيديكم صفحة قدمتها لمجلة الجامعية وقد نزلت في هذا العدد
وهي بعنوان نوافذ على الفكر والأدب ,
فهلموا لنطل منها : )
.
.
نوافذ على الفكر والأدب


نافذة أولى :

إن الفكر والأدب هما النافذة التي نطل من خلالها على حياة الشعوب والمرآة التي تعكس نور الحضارات السابقة والعصور الغابرة , وهما أنفس موروث تركته لنا الإنسانية بعقولها النيّرة المستنيرة .

إن كل مُطلع على الحضارات السابقة يدرك بأن كلاً منها تميزت بالنتاج الفكري الخالد , فأكثر ما يميز الحضارة اليونانية العريقة هو فكر فلاسفتها وأقوالهم الحكيمة وسعيهم الحثيث وراء المعرفة والفكر فبات الفكر اليوناني عامودًا من عواميد الفكر الإنساني على مر العصور , وأبرز ما خلّفه العرب ورائهم قبل الإسلام هو الشعر الجاهلي الذي دل على احتراف العرب للغة وتفوقهم باستخدامها وإتقانهم لفنون الحديث ونبوغهم به .

وببزوغ شمس الإسلام التي أنارت شبه الجزيرة العربية أشرقت المعجزة الإلهية المتمثلة بسحر البيان وجزالة اللفظ وروعة الصياغة والعبارة , لتدمغ عقول الأدباء والشعراء وتفتح أفواههم ذهولاً ودهشة , وتأتي بسيلٍ من الآيات المعجزة التي يتحدى بها الله تعالى الجن والأنس أجمعين على أن يأتوا بآية من مثله فيقفون عاجزين وتتجمد ألسنتهم وتُشل .

فلم تكن معجزة الرسول صلى الله عليه وسلم ناقة كناقة صالح ولا عصىً كعصى موسى ولا نارًا كنار إبراهيم , بل كانت الكلمة الخالدة الشامخة على مر التاريخ ..
وتتابعت العصور والدول وتبدلت الأحوال والأوضاع , ومازال الإنسان يجري في ميادين الفكر والأدب والشعر واللغة ومازالت الأرحام تدفع الأدباء والبلغاء للدنيا فيضيئوها بكلماتهم النورانية , فهاهو الأديب يقدم نتاجه الأدبي للعامة فيطربون به ويحفظونه ويقرئونه , بتتابع الأيام تتابع الشعراء وتتابعت وتنوعت أشكال الأدب وتطورت , فظهر الموشحات والمعلقات والبديعيات والروايات والقصص والخواطر , وتنوعت أغراض الشعر وتعددت كما تشعبت بحوره وتطورت , واختلف شكل القصيدة وظهرت مدارس الشعر المنددة بالتطوير وداعية له , أمورٌ كثيرة يمتلأ بها تاريخ الأدب العربي ..

ولكن الكلمة كانت دائمًا هي السيّدة مهما حُوّرت وشّكّلت وتغيرت , ومازالت تستقطب الأنظار و تسلب العقول فهي ساحرٌ جبار لا ينجو من تأثيره أحد !
كم أغوت عقول الحكام وهزت عروش الملوك وأشعلت الهمم بالنفوس وزعزعت أممًا وحركت جيوشًا وأطاحت بدول , فحيثما يجتمع الفكر مع كلمة في قلبٍ ينبض وُجد الإعجاز ..
ونحن هنا سنحاول اصطحابكم بجولاتٍ في ربوع اللغة والأدب والفكر والحكمة لعلنا نروي قلوبنا التي أعياها الظمأ في هذا العالم المادي , ونزيح الغبار عن أحرف الكلمات المنسية ..

نافذة على الذاكرة :
ذاكرة الأدب تعج بأسماءِ فذّة أشعلت الكلمات وطوّعت العبارات وأبدعت الصياغة الأدبية , فسادت في ميادين الشعر والأدب وخُلّدت ذكراها , من تلك الأسماء ننتقي لكم أجمل الأزهار :
نافذتنا الأولى نطل من خلالها على شاعر من شعراء العصر المملوكي ولد عام 675 هـ في مدينة الحلة بين الكوفة وبغداد , منذ نعومة أظفاره شبّ على حب العلم والأدب والشعر فدرس القرآن واللغة والفلسفة والفقه والحديث وتتلمذ على يد كبار العلماء .
شاعرنا هو صفي الدين الحلي صاحب القصائد المعروفة والأبيات التي لاتزال تتغنى بها الألسن وتصاغ منها الحكم , فهو القائل :

لا يمتطي المجد من لم يركب الخطرَ
ولا ينال العلا من قدم الحذرَ
ومن أراد العلى عفوًا بلا تعبٍ
قضى ولم يقضي من إدراكها وطرا

كما اشتهرت عنه القصائد في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم وحب آل بيته الكرام , فأنشد يقول بقصيدةٍ مطلعها :

جمعت في صفاتك الأضدادُ
فلهذا عزت لك الأندادُ
زاهدٌ حاكمٌ عليمٌ شجاعٌ
ناسكٌ فاتكٌ فقيرٌ جوادُ
شيمٌ ما جُمعّن في بشرٍ قط
ولا حاز مثلهن عبادُ

ولصفي الدين الحلي العديد من الآثار الأدبية المليئة بالعلم والفكر والتي خلّدت ذكره من بعده ومنها كتاب (الأغلاطي) وهو معجم جمع فيه الأغلاط اللغوية الشائعة , و (درر النحو ) وهي مجموعة من القصائد عرفت باسم الأرتقيات , بالإضافة لكتاب (العاطل الحالي) وغيرها

نافذة على المعجم
لغتنا العربية الفصحى تواجه الجفاء والإعراض من أبنائها , فباتت بحالٍ يرثى له , فهجرها العرب إلى غيرها من اللغات وأدار لها اللسان العربي ظهره !
في نوافذنا الأدبية سنفتح إحداها ونطل على المعجم لنحاول إنقاذ بعض المفردات العربية الفصيحة التي أوشكت على الاندثار ..

- الفرقدان : هما النجمان القريبان من القطب وموقعهما ثابت تقريبًا ولذلك يُستدل بهما على الطُرق والاتجاهات , والمفرد هو الفرقد , أي النجم القطبي ..
وقد قال الشاعر :
أراعي الفرقدين مع الثريا كذاك الحب أهونه شديد ُ
وجائت كلمة أراعي بالصياغ السابق بمعنى أراقب ..

- صَحَلَ : بَحّ , يُقال صحل صوته أي بَحّ صوته
- الرهائم : الأمطار
- الضروس : الشديد , ويقال بوصف الحروب , الحرب الضروس أي الحرب الشديدة

.
.
إلى المحتجين على الخلفية السوداء , قد تم تغيير شكل المدونة : ) فما رأيكم ؟