السبت، ١٨ يوليو ٢٠٠٩

وقعتُ على كنزٍ من كنوز الأندلس !


السلام عليكم وبركات الله ورحماته ..
آمل أن يكون الجميع بخير , ينعمون بصحةٍ وافرة , وفضلٍ من الله
.
.
بالرغم من حبي الشديد للكتب وكثرة قراءتي واقتنائي لها , إلا أنني مقلّة جداً بالحديث عنها في مدونتي , ولا أعرف لهذا سببا !
لذلك , قررت تخصيص هذه التدوينة للكتب فقط , ولا شيء سواها , وستكون منوّعة , بحسب ما تستجد من أفكار في ذهني أثناء كتابتها




أولا : أود أن أحدثكم عن كتاب شيّق عثرّت عليه قبل عدة أيام : ) وسُعِدتُ به أيما سعادة وهو عبارة عن رواية بعنوان
{ يليان في الأندلس }




وقبل أن أحكي لكم عن مضمون الرواية , سأحدثكم عن حكايتي معها ..

زرت دار العروبة زيارةً مُفاجئة لم أخطط لها , ولم أكن أنوي شراء الكتب - حيث توجد عشرات الكتب على قائمة الانتظار في مكتبتي - ونويّت فقط الاطلاع على جديد الدار والاطمئنان على أحوالها

وأثناء تنقلي بين الرفوف , وقفت طويلاً عند الكتب القديمة , ذوات الأغلفة الكرتونية السميكة والأوراق المصّفرة اليابسة : ) ولهذه الكتب في نفسي منزلة خاصة ومحبة أعمق

أتصفح واحداً , وأحمل آخر , وأتأمل غيره , إلى أن وقع نظري على كلمة { الأندلس } أخذت الكتاب وإذ به رواية بعنوان { يليان في الأندلس }
فتحته على عجل وقرأت من المقدمة التي كتبها أحد الأدباء هذه العبارات :

{
لاشك أن سرد الحوادث بطريقة تستميل القارئ وتدفعه للمضي في قراءة القصة , ووصف الأماكن والبقاع وصفاً يقيم منها بناء كامل الصياغة تام التكوين يسرح الخيال في جنباته ويردد النظر في معالمه لا شك أن ذلك فن دقيق }

وفي مقدمةٍ كتبها أديبٌ آخر :

{
تثير ذكرى الأندلس أو الفردوس الاسلامي المفقود أعمق العواطف في نفوس قرّاء العربية , فلا يزال حديث تلك الأمة التي عاشت في تلك الربوع وشادت فيها المدن وشقت الأنهار وغنى شعرائها وأدباؤها محاسن تلك الآفاق , تلوع قلوب المتأدبين , وتستدر الدمع من عيون القارئين }

فقلت في نفسي : بخٍ بخٍ , إن كان هذا وصفُها , وما كُتب في تقديمها , فكيّف بفحواها ومحتواها
تصفحت المزيد من الصفيّحات وتوقفت عند عنوان وصف الأندلس وقرأت فيه :

{
وهذه البلاد من خير أقاليم الأرض وأجودها تربة اذا اخضرّت وربت , أنبتت حبا وعنبا وقضبا , جناتٌ ملئت حدائق غلبا وفاكهة ً وأبا , ترابها تبرّ ورياضها درّ , هواؤها عليلٌ بليل , وريحها معطّرٌ بالرياحين والعنبر , وماؤها فراتٌ سلسبيل }

تصفحتها أكثر , فوجد فيها أشعاراً هنا وهناك , وعباراتٍ جميلة قرأتها على عجل
حينها , لم أتمكن من مقاومتها وعدم شراءها , وقد اتممت قراءتها في ثلاثة أيام , ليس لطولها أو لعدم تشويقها , بل لانشغالي بمخيم مرتقى للتدريب القيادي

ولم أتمكن من قراءتها إلا قبل النوم , وكنت أغالب النعاس ما استطعت لأنهي أكبر قدر منها

عندما عدت للمنزل , بحثت عن معلومات تتعلق بها أو بكاتبها على الانترنت , ولم أجد شيئا
علما بأن الطبعة التي ابتعتها قديمة جداً , طُبعت في سنة 1939 وهي للكاتب أحمد الحلواني

كنت أظنها تتحدث عن الملسمين من الأندلس , ولكنها كانت تحكي حكاية أحد أمراء أسبانيا قبل الفتح الاسلامي , وفي الجزء الاخير تناولت الفتح

الأحداث ليست صحيحة 100 % فالكاتب أضفى عليها احداثًا من خياله حتى يحقق هدفه منها , والهدف هو أخذ العبرة من تفكك الدول وضعفها الداخلي

الرواية أسلوبها أدبي ممتع جداً , ويشابه إلى حد كبير أسلوب المنفلوطي , وهي غزيرة بالمفردات اللغوية المنسيّة
وأجمل مافيها الرُقيّ بالوصف , والحرص على اظهار جمال الفضيلة , والتأكيد على معاني الشرف والبطولة , وابراز الجانب المشرق من حياة الفاتحين العرب

على عكس الروايات الحديثة المُتفنّنة بالاسفاف !

.
.

ثانيا : سأخبركم بآخر الكتب التي ابتعتها

- نحو فكر نسائي حركي منتظم , لـ صلاح قازان
وقد ابتعت منه نسختيّن , لي وللعزيزة شهرزاد ^_^

- حي بن يقظان , لـ ابن الطفيّل

- الحب الخالد , وهو كتاب في حب الله , لـ محمد الحجّار

- رواية يليان في الأندلس , لـ أحمد الحلواني

- قواعد الصوفية , نسيت كاتبه
وقد أصبح من نصيب لويالتي : )

- رواية الجلّنار , لـ أوسكار وايلد , تعريب توفيق أحمد البكري
وهي أيضاً نسخة قديمة مُصّفرة الأوراق وسميكة الغلاف , طُبعت سنة 1945

.
.

ثالثا : شواهد الكتب , أو البوك مارك

للقراءة مزاج خاص :) ومن ضروريات هذا المزاج أن يكون البوك مارك مناسباً لمحتوى الكتاب
أو مناسباً للون غلافه

وأحب الشواهد التي أصنعها لنفسي أكثر من تلك التي أبتاعها جاهزة

وأحبها إلى قلبي , واحد ابتعته من قصر فرساي ويحمل صورة ماري انطوانيت
وآخر صنعته لنفسي من ريشة ذات لون زهري وضعتها على خلفية زهرية أيضاً
وشاهد صالون مرتقى الثقافي
وشاهد طبعت عليه صورة ً لي في أحد قصور اشبيلية في اسبانيا

.
.

رابعاً : الكتب التي لا أود الانتهاء من قراءتها

هناك كتب نحبها لدرجة أننا ننهيها بوقت قياسي , وهناك كتب نحبها أكثر , لدرجة أننا لا نود أن ننتهي من قراءتها
ومنها :

أوراق الورد للرافعي وكتبه الأخرى
رحلتي الفكرية للمسيري
فن الأدب لتوفيق الحكيم
الشعر قنديل أخضر لنزار

من لم يقرأ فن الأدب لتوفيق الحكيم , فقد فاته من الأدب الكثـير !

.
.

خامساً : أجمل مكانيّن في الكويت

المكتبة العامرية , ودار العروبة

زيارة واحدة كفيلة بأن يتعلق القلب بهما , أحياناً أزور احداهما فقط لاخماد ثورة الشوق , واسكات رغبة الوقوف بين الكتب الفريدة التي تعجُ بها الرفوف
وفي ذاك سلوةٌ للخاطر واراحةٌ للنفس

ولكن , لا استطيع المقاومة وعدم الشراء , للكتب اغواء لا يصمد أمامه أشد الناس بأسا ..


.
.

سادسا : أمر ظريف

قرأت في مقدمة أحد الكتب عندما وقفت عند الكتب القديمة في دار العروبة هاذيّن البيّتيّن :

كتابي يا أولي الألبابِ سهلٌ

يفيدُ الطالبين بلا موقِّف

أبحت لكم قراءته ولكن

حقوق الطبع تحفظ للمؤلف

طريقة مؤدبة للحفاظ على حقوق المؤلف , أعجبتني

.

.



سابعاً : أحيي كل من يهوى المعرفة , ويبحث عن الفائدة , ويلجُ عوالماً غير عالمه , عن طريق الكتاب , ممتطياً صهوة القراءة

والحديث عن الكتب يطول , لولا الخوف من الإطالة على القارئ الكريم






هناك ٢٣ تعليقًا:

Mohammad Al-Yousifi يقول...

حي بن يقظان خوش كتاب

غير معرف يقول...

It shows that you're a great reader; your language is impeccable

~ شَــهْـــرزاد ~ يقول...

لشهرزاد حديث طوييييييل في هذا المضمار

سأعود حالما أنتهي من أعمالي المنزلية ؛)


صباحكِ موشحة أندلسية ومقطوعه شعرية زيدونيه :*

إيلاف يقول...

مطقوق:
حياكَ الرحمن , وشكرا لمروركَ من هنا

.
.

غير معرّف :
نشكر اطرائكم , وياحبذا لو عرّفتم بأنفسكم : )


.
.

سلطانتي شهرزاد ^_^
لقد سرقتكِ الأعمال المنزلية منا طويلا
وليتها تنتهي ;p

صباحُكِ كما قال فاروق جويدة :

صباحُكِ أحلى
من الياسمين
وفيكِ من السحرِ
دفء الحنين
وفيكِ من الصبح ِ
هذا الضياء
وفيكِ من الفجرِ
ضوءُ الجبين

جميلٌ هو العطرُ
في الياسمين
وأجملُ منه
شذى العاشقين

: )

بوعيسى يقول...

الأمير يليان شخصيه عجيبه غريبه ، ، و الأعجب و الأجمل هو تاريخ الأندلس،،

انا شخصيا أحب وأعشق تاريخين : تاريخ الأندلس وتاريخ اوربا

تدوينه راقيه و أسلوب رائع

تحياتي :)

Q8EL5AIR يقول...

حي بن يقظان واقطع .. ياحلو كتب الفلسفة ؛))

ولا يهونون الباجي ؛)


يازين الرافعي زيناه .. عاد هذا صج ماتنمل قعدته ..


موجنها دعاية حق العامرية !! أخاف خسرناه ولج نسبة منها ؛)




وتحياتي ..
ويسلمواإاإاإ :)

محمد سعد القويري يقول...

الأخت الفاضلة :: إيلاف ::

صباح الخير

شوقتينا لقراءة الرواية

وجميلٌ أن نشجع بعضنا على القراءة ..
لي يا أختي فكرة مشروع بسيطة هي باختصار أن تدوني أسماء الكتب التي تقرئينها ثم تشاركينا إن شاء الله في مطلع السنة الهجرية الجديدة بمقروآتك ، لمعرفة تفاصيل المشروع ونموذج منه .. بدأت بعرض الفكرة هذه السنة .. وهنا الرابط
http://qweary555.blogspot.com/2009/02/blog-post.html

أشكرك مرة أخرى
لهذه الفكرة الراقية

تحياتي

غير معرف يقول...

تدونيه تستحق الثناء ..

كتاب جميل وساشتريه لأغوص في أعماقه أكثر وأكثر ...

تحياتي :)

إيلاف يقول...

قصة لم يؤلفها بشر :

ومن منا لا يعشق التاريخ ؟

شكراً على مرورك أخي الكريم


.
.

المدوّن الكويتيّ :
كتب الفلسفة جميلة , تنمي العقل بدرجة كبيرة

والعامرية لا تخسر ما دمنا على قيد الحياة : )


حيّاكَ الرحمن استاذنا الكريم

.
.



محمد القويري :

الفكرة جميلة , وكل مايشجع القراءة جميل
بإذن الله سأنضم لها
ونشكر لكم اضافتنا في قائمة المدوّنات , في مدوّنتكم الكريمة

.
.


قلم :
نشكر لكم ثناءكم


ونتمنى أن تجدوا الكتاب , حيث لم أعثر له على طبعة جديدة

iCoNzZz يقول...

متعطشة لقراءة الكتاب الذي ذكرت :)
أشكر لك هذه التدوينة

ناصــــر يقول...

السلام عليكم
شكرا جزيلا .. فقد استفدت كثيرا

لقد عزمت على الإبحار في الأدب

وفقك الله ... إلى القمة

خاتون يقول...

حنانيك...فقد ألهبتي قريحة القراءة
العطلة قادمة و بإذن الله لنا زيارة للمكتبة
عافاك الله و بارك في جهودك و زادك من علمه ...

~*~شكرا~*~

Unknown يقول...

بيت قد يعجبك قرأته على غلاف أحد الكتب
هذي رسالة قد حوت دررا
بعين الحسن ملحوظة
لذلك قلت تنبيها
حقوق الطبع محفوظة

صقر قريش يقول...

الأندلس لايمل منها ابدا.

تعريف رائع للكتاب نتوق للحصول عليه خصوصا ان شخصية مثل يليان الذي ادخل المسلمين الى الأندلس انتقام من لذريق وانتقام لشرفه قصته جميلة.

عن نفسي فرغت من رواية صقر قريش لعلي ادهم(احد تلاميذ عباس محمود العقاد والرواية من تقديم العقاد نفسه
والأعجب ان العقاد الذي كثيرا مايتهجم على بني امية لكنه مع صقر قريش يأخذ موقفا آخر ويكيل له المديح والثناء) رواية قصيرة (هذا ان صح تسميتي لها رواية) لكنها جميلة انصحك بها.

كان ايضا من مكتبتي مسرحية طارق الأندلس لمحمود تيمور وهو اديب ومسرحي كبير.

وكذلك منصور الأندلس(عن الحاجب المنصور) نسيت اسم المؤلف لكني رأيتها

في العامرية.

رواية ابن عمار(وهي عن الشاعر الأندلسي صاحب المعتمد بن عباد) رواية قصيرة ايضا وجميلة كانت لدي نسخة زائدة اخذها احد الأصحاب.

يبدو اني استطردت شاكر لكِ ايتها الأديبة على هذا الموضوع الرائع جدا.

تحيتي.

رذاذ المطر يقول...

ايلاف الحبيبة

ومن يستطيع مقاومة الكتب ؟
حتى لو عزمت على النظر فقط
مادمت دخلت مكتبة فلن تخرجي
خاوية اليدين ..

بارك الله فيك
سنبحث عن الرواية

أعذب إبتسامة يقول...

شعرت بحماسة لأن اقتني ما اقتنيتِ من كتب !
تدوينة عجيبة !
اخبرينا أكثر عما تقرأيه من كتبٍ أدبية لا تُمل ..
فإني اعشق ذلك :)

وعد

بوسند يقول...

ثمارك يانعة ..

هنيئا لك بها

تحيّتي

المطالع يقول...

معالم تاريخ المغرب والأندلس للدكتور حسن مؤنس رائع وموجود في العروبة.

شكرا على المتعة والفائدة.

هيفاء بهبهاني يقول...

مدونة عليها القيمة :)

حبيت أقول يعطيج ألف عافية

و أنا من متابعينج

إيلاف يقول...

آيكونز :
: ) اتمنى أن تعثري عليه
وشكراً لكِ أنتِ على التواجد الدائم

.
.

المُجدد :
وعليكم السلام والرحمة والبركات
ونأمل لكَ أبحاراً ممتعاً غير منقطعاً في الأدب
ونحن مستعدون لأي اقتراحات

.
.

خاتون :
ليس في هذا الأمر تروٍ أو رحمة ^_^
دامت قريحتكِ القرائية هائجة ً مُلتهبة
وشكراً لكِ عزيزتي

.
.

همّام الهمّاميّ :
البيت جميل
ويبدو أن الكُتّاب في حفظ حقوقهم مذاهبُ
شكرا لك على الإضافة الجميلة

.
.

صقر قريّش :
مُنتقي الدرر والأطايب من نفائس اللغة
حيّاك الرحمن

دائماً ما تدلّنا على كل جميل ومفيد في عالم الكتب
نشكرك لك على ذلك شُكراً جليلا

.
.

خوّلة :
أصبتِ بقولكِ
ونرجو لكِ العثور عليها : )

.
.

أعذب ابتسامة :

أسعدني مابثثت في نفسكِ من شعور :)
وهذا ما نهدف له دوما
وإن شاء الله سأوافيكم بكل جديدٍ أقرأه
أعدكِ , ووعدُ القارئ ديّن

حياكِ المولى عزيزتي , بوركتِ


.
.

بو سند
حيّاك الرحمن شيخنا الجليل
ونشكر خطاك المباركة في مدوّنتنا المتواضعة

.
.

محمد المويزري :
شكرا لك على النصيحة والمشاركة

.
.

بيض الصعو :
اسعدتني هذه المُشاركة
وحياكم الرحمن دوما
نأمل أن نحوز على رضاكم فيما يُطرح هنا

زمان الوصل يقول...

خفق قلبي حتى ظننت أنه سيخرج من بين أحشائي عندما قرأت عنوان موضوعكم وازداد شوقي لقراءته وإتمامه..


سمعت عن الرواية من قبل ولكني لم أقرأها ، وقد كنت حريص على قراءة تاريخ الأندلس وما زلت ، وفي الفترة الاخيرة تعمقت أكثر في دراستها تاريخياً واعتمدت فيها على بعض الكتب منها كتاب " تاريخ الأندلس من الفتح إلى السقوط" للدكترو عبدالرحمن الحجي ، أنصحك بهم وهو موجود عن "العامرية" ^_^ ..


ولتاريخ الاندلس وذكراها وأدبها وعلومها عندي مكانة لا يصفها واصف ، ويكفي أنها الاندلس ..

الأندلس..ولا زيادة .. ولا نقصان..



أشكركم على هذه التدوينة فقد استفد منها وتعرفت على بعض الكتب ، أعتقد أنه ستكون لي زيارة قريبه للعامرة ^_^ ..


آجركم الله وزادكم من فضله ،،



"الأندلسي"

may يقول...

يوووووه
إيلاف
لج اسلوب مميز في التشويق ، تسولفين عن الكتب كأنك توصفين أكله لذيذة..
مممم
ودي اطلع من الدوام اروح دار العروبة !!!

والا اخليها العصر حق الويك اند اتسلى فيهم..؟؟

مشكورة حبيبتي
مدونة مميزة فعلا ..
تستحق خمس نجوم..

انس يقول...

السلام عليكم
هل لهذه المدونة صفحة علي الفيس بوك ؟
انا شخصيا استمتعت بهذه التدوينة و اخشي ان يفوتني الكثير بعدم متابعتي للمدونة، فالرجاء الايضاح و جزاكم الله خيراً